ثقافة
أخر الأخبار

صوني ذاتك قصة قصيرة للكاتبة آلاء الزمزمي

قصه قصيره

صوني ذاتك

في السادسة مساءً يَطرُق الباب وتدق الأجراس، وها قد أتىٰ موعد اللِقاء الذي سَيضُم القلب ومِـن ثُـم تتهيـأ الأسباب، واقع في الحب وما أجمل الوقوع في حبٍ مِـن هَـٰذا النوع الذي قد نساه الجميع، وتلاشته العقول الصغيرة والكبيرة ولم يَعُـد مُثيـرًا للإهتمام، وأصبح يَتلون بِالألوان الكاذبة والمُخيفة التي كتبها بعض البشر لِتضرُنا، وجهلتها الناس لُإرضاء غُرورهم ولِتَشفي مرارة قلبهم، هَـٰذا الجهل الذي تحول لِمُمارسـة وحياة، وأيضًـا الذي يُمكن أن يُؤدي للإنتحار؛ فَالحُب إن لم يَكن بِالحلال الطيب فَلِما ندعوه حُـب من الأساس فقد جعله الله حلالًا؛ لِتجنب الذنوب والكبائر وللِحفاظ علىٰ القلوب مِـن الدمار والاِنتهاك، نعم اِنتهاك القلب والمشاعر والطاقة، ومِـن ثم ماذا لن يأخذ أحدًا سِوىٰ ما كَتبه الله لهُ، ولِذلك هَـٰذا الحُب أجمل ما جـاء حياتي كُلُها، وما أن قام أبي بِفتح الباب عِند قدوم العريس مع أهلهِ لِخُطبتي إلىٰ أنني توترت وشعرت أن مظهري ليس مُكتملًا ونظرتهُ إليَ نظرةً كادت أن تَقتُلني أن أخرج اول لا وإذا رفضني، أو كان بي شيئًا لا يليق فَماذا؟، عسىٰ أن ألوم نفسي لِما وهَـٰذا مِـن خلق الله وأن الله خلقنا في أحسن تقويم في أحسن هيئةً لم يَكن الِاكتمال اِكتمال المظهر إطلاقًا بل كان الاِكتمال اِكتمال الأخلاق ونظرة لِنفسي بِفخر وقُلت:
مِثلما أنا وأهلي وأحبتي لا نرىٰ بي عيبًا، وكذالك مِن سيختارني شريكة حياته وعمره ونِصفه الأخر سَيعجب بِروحي وسيلمس ما لم يستطع أحدًا أن يلمسه، سَيلمس قلبي البريء الذي طالمه حافظتهُ طُوال حياتي، وجاءت أمي وقالت: لي لقد أتىٰ العريس يا اِبنتي هل أنتِ مُستعدة فَقُلت:
لها نعم يا أمي أنني في أتم الإستعداد.
______
وقامت أمي بمنادهتي للخروج إلى العريس مع أن قلبي قلق بعض الشيء لكنني لم أسمع له وبقيت متوازنة ونظرت له صدفة فرأيت بعض الأفكار التي تؤلم فما الذي يرتديه قميص مفتوح الازار فما عليه افضل كان يأتي دونه يظن أنه روش هكذا بالله كيف له ألا يستحي من نفسه وسرحت للقطة خروجي إذ بي اقدم له العصير فإسكبه على ثيابه من توتري ليرمي هذا القميص الذي لا يليق به كرجل فما إني سارحة إذ بي سمعت أمي تقول الفاتحة يبنيتي الموافقة لكِ نقرأ الفاتحة يبنيتي الموافقة لكِ تكرارا لهذه الجملة إلى أن نغزني أبي فقلت له ما نعم قال لي أمك تقول الفاتحة يبنيتي الموافقة لكِ فنظرت له ولأمي وقولت الخير فيما اختاره الله لاستخير بعض الأيام ولنرى ما سيكتبه الله وجلست صامته إلى أن رحل وعاد فجاءة أمي تقول لي ما الذي شغل تفكيرك في الجلوس؟
قولت لها أنا سرحت بعض الشيء
قالت أمي: أعلم باستعجابك عن عدم سؤاله لكي عن إسمك
قولت له ما الجدوى إن كان إسمي نور وهو سيظلم حياتي لعدم التزامه مع الله
كيف لي أقبل بهذا الشاب الطائش من لم يلتزم ببعض الاحترام لنفسه كيف له أن يلتزم مع بوعد إذا كان خائب الوعد مع الله
قالت الأم: اتتذكري يا نور في صغرك ماذا حدث
قالت نور: أتذكر أنني صممت على لباس الحجاب مبكرا بينما كنتي تريدين أن أعيش سني
الأم: دائما تفعلين الصواب لهذا سأتركك تختارين
وانصرفت الأم، وثم بعد ذهبت نور لتصلي وتستخير وذهبت إلى نومها
باليوم الثاني نور: أمي أمي
الأم: ما بكِ يا نور أشعر بإختناق شديد رأيت حبل يلتف حول رقبتي.

#آلاء_الزمزمي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!