المشهد الثاني
يا إخوتي، فوق قبة السموات المزدانة بالنجوم، من المؤكّد أنّه يوجد أب حبيب، ابحثوا عنه هناك
نشيد شيللر السمفونية التاسعة … لودفيج فان بيتهوفن
كان لودفيج صبيا صغيرا لاب مطرب محبوب وام نحيلة أنيقة ذات أخلاق رفيعة .. لكن أباه لم يكن كذلك .
كان فان قاسيا كل القسوة على ابنه الاكبر .
حتى أنه كان يتركه وحيدا في قبو منفرد في أحلك الليالي سوادا واشدها بردا .
وما ادراك ماذا يعني الشتاء هناك ببون في كلونيا إحدى امارات الإمبراطورية الرومانية المقدسة .
وقام أبوه بجلده لخطئ صغير ارتكبه وهو يعزف على آلة الكمان .
ورغم توسلات ماريا ماجدالينا والدته إلا أن اباه لم يصغى إلى توسلات تلك الزوجة وقام بتعذيبه وحرمانه من النوم وحبسه في هذا القبو المرعب .
كان يستوحش هذا المكان الملعون .. فلا يتذكر أنه دخل الى هنا الا باكيا متألما من شدة الضرب والتعذيب على يد أباه .
ورغم هذا فكان يكف عن البكاء فور دخوله إلى هاهنا .. فلطالما شعر أن هناك عينان تراقبانه .. بل إنه قد لاحظ كثيرا لمعان تلك العينان في ظلام هذا القبو .
ولم يكن يعلم أن هذا القبو وتلك العزلة هي من ستصنع منه اكبر متمردا موسيقيا بل واشهرهم على الاطلاق .