《 دمشق يا صبية 》
دمشق يا صبيةَ الوطن
يا دمعةَ القلب ونبضَ الحب
يا مؤمنةً عند المِحن
على أبنائكِ لا تبكي
فهم ضحوا بأرواحهم
فدى عينيكِ لتضحكي
عروسٌ كنتِ وما زلتِ
تجلسين على عرشٍ
من طُهرٍ وكبرياء
تُحدقين بالشمس
تنوحين بالهمس
تجعلين أحرُف الحرية
تختصر حروف الهجاء
تنامين تحت سماءِ القهر
تغسلكِ غيوم من بكاء
تسمعين أصواتَ الخطر
تأتي من وحشة العراء
يحبكِ أبناؤكِ
توجوكِ ملكةَ الثورة
وماتوا تحت قدميكِ
بجراحٍ وأشلاء
ثاروا وسقوا أرضكِ
بطُهر الدماء
لينبُتَ من ترابكِ ياسمينٌ
لا تُدنسهُ أقدام الغُرباء
ليجعلوا منكِ جنة
لا يسكنها إلا الشرفاء
ليختصروا بك الوطن
فتصيري دمشق الحرة
بعد الغضبِ والثورة
وتنامي شامخةً في عين الشمس
بعزةٍ وبقاء
لا تهتمي لأقاويلٍ
فيها حقدٌ فيها سخفٌ ورياء
أخبارنا يا دمشق
تُذاع من أفواه الجبناء
إنتقمي
فَجري بصدقكِ دستور أسدٍ
كلهُ هُراء
لن تموتي
ستبقين صبية لا يشيخها الشقاء
ناصعةَ الجبين
مرفوعة الرأس بعشاقكِ الأوفياء
فزغردي لأحرارٍ
ماتوا شرفاء
هم شاؤوا فثاروا
ليكونوا من الشهداء
والله جعلَ ما يريد
وبحكمتهِ يُقدرُ ما يشاء .
ياسمينا الشامي
من دمشق