ذات مساءٍ قولت لك
أني أعشقكِ كالشمس وقت الغروب
أحبك كتدرج ألوان السماء
كالنسمة الساحلية العليلة
ذات مساءٍ
كانت شهيتي مفتوحة للكلمات
و المدى الممتد كالانهاية
يطلق العنان في ان تكون المستحيلات
ذات يوم حقيقة
فالضباب حتى و إن كان يُعمي
عن رؤية الحلم
ستبقى البصيرة كالفنار
ترشد السندباد كي يرى روحه التائهه
ذات مساءٍ
غلبتني الحياة
فنمت على وسادة السحب
حملتني إلى جزيرة لا تعرفها الخرائط
و لم تذكرها الاساطير القديمة
و لا وصف لها في القصص الشعبية
يستوطنها من تعبوا من البحث عن المجهول
و كنتِ تبحثين عن ذاتك في ذات الافق
و كنت اتلمس أنا وحدتي
فتلاقت امنياتنا عند مفترق الطريق
كنا نمتطي ظهر حوت
و السلطعون يمسك بين مقصاته دُمَاً تشبهنا
يمزق فيها فتنفك خيوط مشاعرنا
تأخذين طرفا من حرير شعرك
و تخيطين ما تبقى منا في رحلة الهروب
لا شيء يشبهنا
و هذه ليست قصيدة كالأوديسة الاغريقية
نصل في نهايتها للوطن
فكلما زعزعني الخوف
هربت شرقا
باحثا عن الفجر في ظلمات الغربة
ربما ارجع ذات يومٍ من حيث بدأت
من كروية الارض التي ادور فيها
معصوب العينين في ساقية الغير
ذات مساءٍ
افقت من غفوتي
و كنت تطلين كحورية البحر
على شطآن روحي
و قلبي الذي تعب من البحث
لم يعد ملبداً بالغيوم