وحيدة مغتربه
أبدأ صباحي وحيدةً…مغتربة
تراقب كلَ ليلةٍ عتمةَ دربها الآتي
تحصي كم كوكباً سطعَ في السماءِ
وكم نجمٍ غاب في المساءِ
لا تبديلاً في الفصول…ولا تغييراً في الأيام
حتى المكان ذات المكان
أراقب الساعةَ..وأعدُ الثواني
وأنا قابعةٌ هاهنا في مكاني
أحسب ثقوب الجدران
وأقييم طقس اليوم والزمان
وأحصي أعداد الأوراق المتساقطة بحنان
ومن ذهبَ ومن جاءَ إلى الجيران
ومن أرتفعَ اسمهُ في قائمة الجحودِ والنكران
أرتبُ الأعداد كمن ضيعهُ الزمان
هرمَ…ولم يعد يقوى إلا على الإنحناء
فيجدُ نفسهُ
كقصاصة ورقٍ علقوها على الجدران
كان التغيير ياصديقتي لا بالزمانِ ولا بالمكانْ..!!؟
كان من حبرٍ لائقٍ بنحنائتهِ زينَ الأوراق
لحبراً أسوداً تناثرَ وشوه الصفحات البيضاء
اختفى آثري…وضيعتُ أسمي
وضيعتُ تاريخي وزماني…
وضيعتُ عنواني…
وأختلطت الألوان….
وتهتُ حتى عن سطركِ و عنوانكِ..
أعذريني….أعذريني…
ياجارة الصباح…ياقهوة الصباح
لقد شوهوني ياأمي…
ودمروا صفحاتي البيضاء
حولوني لمطارٍ مهجور
وجناحَ طائرةٍ مكسور
وجوازَ سفرٍ قد ضيعَ آثرهُ الهواء
لا زائراً يمرُ بهِ..ولا قاطعَ طريقْ
لاعدواً….ولا حتى صديق
أصبحتُ بلا وطناً…بلا عنوان
أصبحتُ إنساناً في طيات النسيان
بلا عودةً…ولا سيراً للأمام
وحيدةً أعدُ أيام غربةً لاتحتمل ولا تطاق
وطعمُ أيامي مرُّ المذاق
أعاني كل دقيقةٍ من حالة اختناق
أكتبُ معاناتي وأرتب بحراً من الأوراق
بالله عليك لاتسألني
كيف صارت حروفي ساحةً للصراخِ والبكاء
هو ياحبيبي الحزن إلي قد جاء
لاتسألني كيف صارت كلماتي ناطقةً
والقوافي خرساءٌ..عمياء
لاتسألني كيفَ ومتى تزهر السماء
ولا تسألني عن أبجديتي من الآلف للياء
قد ضيعتُ حروف الأسماء
وقوافي الشعراء
وطحنَ زماني ذاكَ المسمى بالكبرياء
بالله عليكَ لا تسألني…؟؟؟
كيفَ أكتب…وعن ماذا سأكتب..؟؟؟
اأكتبُ عن الجنة وأنا قابعةٌ في قعرِ جحيمِ سقر
اأكتبُ عن الحب وأنا من الغدرِ والخيانة قلبها تحجر
اأكتبُ عن الفرح وأنا من الحزنِ خلقتُ لا أكثر
اأكتبُ عن العودة للوطن
وأنا مازلتُ ضائعةً على طريق السفر..!!!؟
نحنُ ياحبيبي في زمان النفاقِ والرياء
لم نعد نسمعُ زقزقةً للعصفورِ بل عواء
خانني فيه أكثر من ظننتهم من الأوفياء..!!
خانني حتى من خلتهُ أعز الأصدقاء…!!
صدقاً لم أُعد أثق إلا برب السماء.
منى شكري العبود