“لقد تحرر ”
يعيش المرء فترةً طويلة و هو في صراعٍ دائم ؛ محاولاً الوصول للهدوء و السكينة ، يستنزف العديد من سنوات عمره فقط في المحاولة ،و يصرف الكثير من الجهود في هذه الغاية ، يتأرّق جفنه و يغزوه الاكتئاب من كثرة فشله في سبيله للراحة ، يقوم بالمستحيلات و يجازف بالكثير ، يتجرّد في كل محاولة من عوائقه و عقباته التي تفصله عن سكينته ، يلجأ إلى الله ، و يصفّي ذهنه بل يفرّغه من كل ما يزعجه ، يستمر في تجاربه ؛ لأنه يطمع بالوصول و لأنه يعلم أن في حال توقّفه سيبقى في حفرة مظلمة لن يخرج منها أبداً بل سيموت فيها مخزيّاً ، يقاتل بكل قوّته ليخرج فيخرج ولو بعد حين، يخرج معافى من كل هزائمه ، سليم القلب و العقل ، سعيداً لأن سعيه لم يذهب سداً ، يغدو خفيفاً كما لو أنه يطير في السماء فلقد أفلت من تلك الأثقال التي كانت تكبّله و تثبّته في الأرض دوماً .
بقلم آية صالح إبداح