ثقافة
أخر الأخبار

ما ذنبنا قصيده للشاعرة منى شكرى العبود

قصيدة بالفصحى

ماذنبنا

ماذنبُنا إذ انتابنا الإشتياق
وخيَّمَ بسحائبِ غضبهِ علينا
وماذنبَ الغائبينَ عن العين
إذ هم احتلوا الفكرَ والأعماق
وصورهمْ قد استوطنت الأحداق
وماذنبَ الراحلينَ عنا إذ كان رحيلهم كالبرق
بدونِ موعدٍ ولا صدق
لا اتجاهٌ ولا درب يُعرف بعمق
لا للغرب ولا للشرق
إلى غيابٍ يشبهُ موعدَ الشنق
لايهم
المهم بعيداً عن النار وعن الحرق
طالت المسافات
وتطايرت ذراتُ آثارِ المسير
وطال الغياب وضاع عددُ الغيَّاب

سأصنعُ قطاراتٍ ذاتَ محركاتٍ وهميةْ
وسأصنعُ سفناً ذاتَ أشرعةٍ ورقيةْ
وسأصنعُ مراكباً وطائراتٍ خياليةْ
فقد دقت نواقيسُ العودَّة
أجمعوا المحبة وآثارها وذراتها
لتجري هرولةً مراكبُنا
بلهيبِ المحبة تجري بدون عرقلةْ
سنعودُ جميعاً رغمَ الأصوات الدويَّة

تجمعوا تعالوا هنا تجمعوا الآنْ
دعوا التلفاز
دعوا الصحف المتشابهة
دعكم من أخبار الأطفال الكاذبةْ
دعكم من الحقائق الهاربةْ
دعكم من التفاهات المتكررةْ
دعكم من الخُدع التي تلتصق على الجدران
للخراب ولهيب النار
دعونا نسهرُ مع طفولتنا الليلةْ
فأنا قررتُ أن أبقى معكم
فهذه الليلة
ليلة إعادة تأسيس المشاعر
وبالعدلِ لكل موجودٍ هنا
سيكون توزيعها وبدون اِستثناء
لاتقبلُ إعتذارات
ولا بدائل ولا رهائن
ولا دخول الأطفال إليها

تعالوا بغيابكم تعالوا بإحساسكم
تعالوا فهنا الإشتياق
يودعُ..ويتمردُ..ويعددُ الأسباب
فالغائبون والحاضرون سجلوا لديهِ غيَّاب
أعداد التواصل فاقت الخيَّال
أين الأحباب؟
فهنا الإشتياق قد تعبَ من مآساة الظلامْ
تعالوا عبَّروا عن مشاعركم الآن
فقد رفعت كل المحظورات
أصطفوا…ولا تصدروا الضجيج
فهناكَ يعلو الألم ويتخطى عنان السماء
تعالوا لنحصُدَ معاً أحلى الذكريات
وابتعدوا عن حصاد القريص
وعن كل الأشواك
فهنا تخيَّم نسائم الأحباب
ورائحة العبقِ قد ملئت المكانْ
تعالوا لنلملم بقايا الذكريات
من النوافذ..والأماكن..والستائر..والأبواب
تعالوا لنجمعَ ذكريات كُلَ الطرق..والزقاقْ
من تلكَ السماء الممتدة الزرقاء
تعالوا أفواجاً..أفواج.
تعالوا حتى لو فرداً….فردا
ففي آخر العام يجب أن يكونَ اللقاء.
بقلم / منى شكرى العبود

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!