الحب الالهى(الحلقة التاسعة عشر)
الحب الاعظم
_____________
كيف يصل العبد لاستشعار الحب الالهى؟
• ذلك بمعرفة صفات الحبيب المطلقة التى كلها جمال وجلال فلنعرف اليوم احدى صفاته العظيمة المطلقة التى لاتكون لاحد غيره سبحانه وتعالى الا وهى صفة( الغفور) تلك الصفة معناها كما قال الزجَّاج: معنى الغفر في حق الله سبحانه: هو الذي يستر ذنوب عباده، ويغطيهم بستره[8]
• وقال الحليمي: الغافر هو الذي يستر على المذنب، ولا يؤاخذه فيشهره ويفضحه، وأما الغفور فهو الذي يكثر منه الستر على المذنبين من عباده، ويزيد عفوه على مؤاخذته[9]
• قال ابن القيم:
• وهو الغفور فلو أتى بقربهامن غير شرك
• بل من العصيا نلاقاه بالغفران ملء قربها سبحانه هو واسع الإحسان
فربنا هو واسع المغفرة لعباده العاصين يستر هم مرات ومرات ومرات وهذه صفة ابدية لذاته سبحانه جعلها لعلمه ان الانسان لابد ان يخطأ فهو خالقه ويعلم صفاته التى تنجرف خلف الشهوات وكما (قال الرسول ﷺ: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم)، وليس للمسلم ان يحتج بذلك ولكن الله اراد ان لايقنط المسلم اذا اقترف من الذنوب والمعاصى ولاييأس من رحمة الله فتلك صفة خصها الله لنفسه شفقة على عباده العصاة الذين خلقهم بتلك الصفات التى تغلبها الشهوات ولعلمه بعدو بنى ادم الذى يوسوس لهم بالمعاصى والذنوب ذلك ابليس عليه لعنة الله وان الله يطلب من عباده المذنبين ان يتوبوا الى الله فسيجدوه غفورا يستر ذنوبهم ولايفضحهم بها ويعفو عن ذلاتهم فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء سبحانه ويبشر المسلمين العصاة بان لايقنطوا ولايياسوا من رحمة الله فقال تعالى(: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53 وهذه ارجى اية فى كتاب الله فهنا ربنا لايشترط حتى التوبة للمغفرة فالمسلم العاصى اذا تاب غفر الله له وان لم يتوب ايضا يقول له مولاه لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم سبحانه وتعالى فهل هناك رب مثله سبحانه وتعالى علوا كبيره وقد قلت فى هءا المعنى تلك الاببات
قصيدة رحمة الغفور
________________
حتي المصر علي الذنوب بجهله
تحت المشيئة قد يفزأ وقد يذل
فبستره يغشاك في الدنيا العمل
وبلطفه يغشاك في يوم جلل
يستبدل الزلات بالحسنات في
يوم يفر المرء من أبويه بل
قد يدخل الجنات من نطق الشـ
ـهادة قبله واتي القليل من العمل
ولو قد أتوه بالمعاصي كما الجبل
لم يشركوا به في قليل من عمل
لأتاهموا بقراب أرضه مغفرة
فهو الغفور هو الرحيم ولم يزل
قد يغفر الزلات لو عن مشرك
لو تاب بل لو جاءه قبل الأجل
سبحانه فهو الغفور لأجلنا
وهو الرحيم كذا العفو بلا ملل
أرأيتم الأم الحنون بطفلها
قد ترمه عند الحساب بلا خجل
لكنه يرعاه كل رعاية
بل يدنه عند الحساب بلا همل
فهوالإله المستحق لحبنا
وعبادة الرحمن تشريف أذل
________________________________________
بقلم واشعار/محمودعبدالمتجلى عبد الله.