مراكبْ الغُربَة
ـــــــــــــــــــــــــ
كانت (النِّيمة) هي المعلم الأخير الذي تبقّى له، فقد تغيّرت كل تفاصيل المدينة:
– المباني، الشوارع والظلال.
ظل يركّز عليها في بحثه، و عندما أعياه المسير، و تأخر عليه الوقت، و جفّت الطرقات، توجّه إلى الكنتين الذى شرع صاحبه في الإقفال:
– بيت ناس رجب؟ كان جنبو في نِّيمة؟
فنظر إليه صاحب الكنتين كمن ينظر إلى سراب:
– النِّيم كلّو قطّعوه السنة الفاتت، لفتح الشوارع الأنت شايفا دي. و زولك دا انا ما سمعت بيهو قبل كدة، هو إسمو رجب منو؟
وكاد صديقنا أن يخبره بالإسم الكامل (رجب جبريل)، ولكنه آثر الصمت.