مع المتنبي
رمى فؤادي ذكر الغيد والغزل
دهرا وأقسم لا ينفك في الطول
ولم يدم طول عهد في مغلظة
حتى تبدت “هدى” كالشارب الثمل
تموج في موجها المنضود لاحظة
فنيقة في العلا كالبدر أو زحل
فانتاب قلبي ما لم أستطع جلدا
له ومن رد سحر الأعين النجل؟
وقفت أرمق ربع الدار عن بعد
عل الطلول ترد اليوم لي مهلي
فاعتادني طرب من بعده أرق
وأين نفع بقايا الدار للرجل؟
ما كان يجدي الفتى تذكاره أثرا
يأتي له الذكر بالآهات والعلل
فليت “ما يتمنى المرء يدركه”
وليت ما في الفؤاد الصب أقبل لي
أقول حين هلاك الروح من ظمإ
ما قاله شاعر في الأعصر الأول:
“وما صبابة مشتاق على أمل
من اللقاء كمشتاق بلا أمل”
بقلم ✍️ أحمدباب بسيف
من موريتانيا
