الصفعات قصاص
سكينة حسن الشريف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين تصفعك خيبات الأمل
فتلهب الإحساس الوليد
وتبعثر المهد الوثير
فتتركك في العراء
مكشوفا تتلقى صفعات
تلو الأخرى
تكتوي بلهيب الشمش
تصفعك الأيام بسياط
نعالها
تتركك في تخبط وتيه
حلمك كابوس يئن
حين تهدهد العصافير
لتشدو
فتتحول لنسور جارحة
تلتقطك بمخالبها الوحشية
لتسقط بعد معافرة
فترتطم بالأرض القاسية
لا تدري أسابح أنت
آم تحبو حافي الأقدام
تتلقى الصفعات
صفعة تلو الاخرى
فتزيدك خيبة الامل
شجوا لا ينفذ
وصرخات تعلو حد الأفق
وصداها يرتد إليك بصفعات
من أعماق الأفق الممتد
فتموت إشراقة الصبح
على خديك
وتطوف أقداح الصبر على
ثغرك الملبد بالجفاف
تدعوهم للوداد فيرد
جرح من صداهم
في الوريد
تمد الكف بالورد
فيصافحك الدمع السواجم
حين ذاك تنفس بعمق
وبزفراتك الملتهبة تزهق
أرواح العويل
كحل أجفان الحياة
أزل آثر الرماد
فك قيود الضحكات
جلجل قلبك بخفق
نبضات المسرات
ناجي النشيد المذاب
في الافق
اغزُ سكون الليل
تسلل في اعماقه
اعتصر الغمام
لتورق زهورك المصفرة
لينساب بلحظك الضياء
أنشد اجمل الألحان على
اوتار الاحزان والقلب
الوهنان
لا تسمح لأحد أن يكسر
كبرياء روحك
أو أن يغوص في ضعفك
ويفتت إيمانك بنفسك
انفض غبار هزيمتك
كي لا تنهشك ضباع النفس الهزيلة
لتعلو صوت الضحكات
لا تجعلهم يرون بعثرة
روحك وأنين جراحك
الهدهدة لقلبك
والدواء لجرحك
و الأرض المبسوطة لخطواتك
وحدك
لا تمهد الطريق لمن يخبئك
في كهوفها
أنت طيب المذاق حلو العشير
أنت أغرودة عشق أبدية
قيثارة لحن شجية
كن حيث يُستمع لشدوك
عذرا لمن يعتذر
وعزة نفسك أكرم
فلا تصعر خدك للضاربين
رد الصفعات التي تهدر
كبرياءك فعينك بعينهم
ودمعاتك بدمعهم
والصفعات قصاص
بقلم / سكينة حسن الشريف
