محتويات الموضوع
ننشر لكم عبر « موقع تفسير »، في التقرير التالي جميع حلقات مصطفى محمود الممنوعة من العرض، رغم 12 سنة على رحيل الكاتب والمفكر الدكتور مصطفى محمود، فإن التليفزيون المصرى ما زال مُصرًا على تجاهل برنامجه “العلم والإيمان”، هذا البرنامج الذى كان منعه بقرار من النظام السابق هو السبب فى مرضه ودخوله فى حالة اكتئاب لم يفق منها حتى مروره بالغيبوبة، وانتهاء بالجلطات التى أودت بحياته عن عمر يناهز 88 عاما فى 31 من أكتوبر عام 2009.
جميع حلقات مصطفى محمود الممنوعة من العرض
لقد ظن كثيرون أنه مع انتهاء النظام السابق وقيام الثورة انتهت كل المحاذير التى حالت دون عرض حلقاته التى لم تذع، حيث كان قد سجل عشرات الحلقات ومنعت بسبب ما كشف عنه نجله أدهم، وهو قيام إسرائيل بالضغط على قيادة النظام السابق لمنع استمرار برنامج “العلم والإيمان” على شاشة التليفزيون المصري، ليس هذا فحسب، وفقا لابنه، بل تدخلت إسرائيل لمنع مقالاته من النشر فى عدد كبير من الصحف المصرية والعربية.
وكان نجل الدكتور مصطفى محمود قد كشف بعد رحيل والده حقيقة الأزمة التى تعرض لها، مؤكدا أنها “بدأت بعد منع مقالاته بأوامر من النظام السابق”،
حيث أرسل الدكتور أسامة الباز، مدير مكتب رئيس الجمهورية للشئون السياسية، عام 1994، رسالة عقب نشر المفكر الراحل مقالاً فى الأهرام أثار استياء القيادات الإسرائيلية والمنظمات اليهودية، وهو ما جعل الباز يرسل الخطاب إلى إبراهيم نافع، رئيس مجلس إدارة “الأهرام” آنذاك طالباً منه لفت نظر مصطفى محمود إلى حساسية الكتابة فى هذه الموضوعات، وأن تأثيرها لا يقتصر على الإسرائيليين فقط بل على اليهود أيضاً.
معلومات عن الدكتور مصطفى محمود

وقال أدهم آنذك إن الخطاب كان له بالغ الأثر على صحة والده، الذى دخل بعدها فى نوبة حزن شديدة أثرت على صحته بشكل واضح، بخاصة أن الخطاب عبر عن توبيخ سياسي واضح من النظام السابق، لم يقتصر فقط على كتابات الراحل، بل امتد إلى الاعتراض على محتوى ومضمون برنامجه “العلم والإيمان”، كاشفًا أن إسرائيل لعبت دورًا رئيسيًا فى توقف عرض البرنامج على القنوات الأرضية المصرية.
وأكدت أسرته أن الدكتور مصطفى محمود التقى صفوت الشريف، وزير الإعلام المصري فى هذه الفترة، شاكياً له توقف البرنامج، ولما عرف بشأن الخطاب أدرك أن إسرائيل تمارس ضغوطاً سياسية ودبلوماسية لمطاردة أفكاره.
وتحدثت وسائل إعلام و فضائيات كثيرة بعد رحيله عن الرسائل التى كانت تبعث بها إسرائيل للنظام السابق تنبه فيها إلى غضبها من مصطفى محمود وخطره على الفكر الصهيوني، لأنه كان يرد على ادعاءاتهم من خلال قراءاته المتأنية فى العقائد والتاريخ والعلوم، وأن سلوكه هذا تسبب فى حرج شديد للمسئولين فى الدولة، وهو ما يفسر تخليهم عنه فى محنة مرضه حتى لحظة وفاته.
وقد جاء رحيل الدكتور مصطفى محمود فى 31 من شهر أكتوبر 2009 عن عمر يناهز 88 عاما بعد صراع طويل مع المرض، ظل خلاله طريح الفراش في المستشفى الذى يحمل اسمه بمنطقة ميدان لبنان بالمهندسين.
ولم يفكر التليفزيون فى إعادة حلقاته أو حتى إذاعة الحلقات الأخيرة التى منعت ولم تذع، وكان الأديب يوسف القعيد قد ناشد التليفزيون بإعادة إذاعة حلقات برنامج “العلم والإيمان” مشيرًا إلى أن البرنامج يحتوى على حقائق مهمة فى كافة المجالات ستفيد الشباب فى حياته.
الدكتور مصطفى محمود

درس د.مصطفى محمود الطب، وتخرج عام 1953، وتخصَّص في الأمراض الصدرية، لكنه تفرغ للكتابة والبحث، وقد تزوج عام 1961 وانتهى الزواج بالطلاق عام 1973، ورزق بولدين “أمل” و”أدهم”. ثم تزوج مرة ثانية عام 1983 من السيدة زينب حمدى، وانتهى هذا الزواج أيضا بالطلاق عام 1987.
ألف د.محمود 89 كتابا، منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية، إضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة.
قدم الدكتور مصطفى محمود 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان)، وأنشأ عام 1979 مسجده في القاهرة المعروف بـ “مسجد مصطفى محمود”، وتتبعه ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود، ويقصدها الكثير من أبناء مصر، وقد شكل قوافل للرحمة من ستة عشر طبيبًا، ويضم المركز أربعة مراصد فلكية، ومتحفا للجيولوجيا، يقوم عليه أساتذة متخصصون. ويضم المتحف مجموعة من الصخور الجرانيتية، والفراشات المحنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية، والاسم الصحيح للمسجد هو “محمود”، وقد سماه باسم والده.
