ثقافة
أخر الأخبار

رواية الخلود مراجعة غفران الناجي من العراق

تحليل راوية الخلود

#مراجعة_رواية_الخلود
حيث تقدمها لنا المهندسة غفران الناجي العراقية وهى تعد من أفضل المحللين والمراجعين للكتب والروايات في الوطن العربي حيث أنها تعد شخص شغفه القراءة ويطلق عليها من البعض لقب (#العارف_بالروايات)
الكتاب :رواية الخلود
المؤلف :التشيكي ميلان كونديرا
عدد صفحات الرواية: 397
التقييم: ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
كلما تمعنتُ في معنى الخُلُود,وجدتُ أثراً للذكريات.

يبدأ كونديرا روايته بوصف مشاهدة لفتة جسدية مرحة وجذابة لامرأة بجوار حمام السباحة لينسج قصة حول هذه لفتة المغرية لامراة لم يعد هناك سحر بوجهها او جسمها فهو رأى ان الايماءة انيقة وساحرة بعيدا عنها ،ثم يقدم ببطء شخصيات : أنيس” و زوجها “بول” و أختها “لورا” وفي نفس الوقت يدخل شخصيات جوهان غوته” الكاتب المسرحي و”بتهوفن” الموسيقي ذائع الصيت ، و”بيتينا فون أرنيم” الكاتبة والملحنة الألمانية، و “ارنست همنغواي” الكاتب الأمريكي، و الجنرال الفرنسي “نابليون ” وكونديرا نفسه ، ليعرض من خلال كل تلك الشخصيات افكاره و تأملاته و اسئلته الفلسفية وتلك المعاني الذي تمر عبر مفاصلها المفاهيم الكلية كنظرتنا للجسد وللعالم وكذلك للاواصر البشرية الكبرى في الزواج والصداقة والثقة بالنفس والاخر … كيفية تغير الذات مع تقدم في العمر وهل تتغير الذات من الداخل بالطريقة مضطربة ام تراكمية في كل ذلك ساعين لتمثيل حياتنا حسب ايقاع النفس وليس حسب المتصور الجمعي بما يشمله من روئ وافكار ومتن حكائي اي انها تتحرك في الذاكرة الخاصة
وهل الذاكرة قادرة على الاحتفاظ بحياتنا؟ اما انها لا تحفظ سوى لقطات من الوقت ما داخل مكان محدد ، لكن تبقى ماهية الخلود متعلقة في الموت والاسطورة وهناك نتسائل هل الخلود في مفهومه المادي للحياة والموت فقط؟ ام يشمل صورة تاثير الذي يتركها الشخص المشهور- المستخدم كثيمة- على الناس ، مزيج من القصص والوقائع والخيال والاستعارات والمفاهيم والومضات الفلسفية مكتوبة بدقة عالية .
اقتباسات:

يعلمنا التنجيم فيما يبدو الجبرية : فانت لن تفلت من قدرك! إن التنجيم في نظري ( انتبهوا جيدا ، التنجيم كاستعارة للحياة ) يعلمنا بشيء أدق : لن تفلت من موضوع حياتك ! هذا يعني مثلا أنه من الوهم ادعاء امكانية تأسيس ” حياة جديدة ” لا صلة لها بالحياة السابقة ، والانطلاق مجددا من الصفر كما يقال . فحياتك ستظل مبنية دائما بالمواد نفسها ، الطوب نفسها ، المشاكل نفسها ، وماقد تعتبره حياة جديدة ، سرعان ما سيبدو مجرد تنويع على ما عشته من قبل.

إن كون الانسان فان يعد تجربة إنسانية أساسية ومع ذلك لم يكن الانسان قادر قط على قبولها وفهمها والتصرف بمقتضاها لا يعرف الانسان كيف يكون فانيا ولما يموت لا يعرف حتى كيف يكون ميتا

تنشأ العاطفة بداخلنا في غفلة منا وغالبا ما يكون ذلك ضد إرادتنا وبمجرد ما نتعمد الاحساس بها ( بمجرد ما نقرر الاحساس بها) لا تعود العاطفة عاطفة بل تتحول الى محاكاة عاطفة والى استعراض لها.

هناك كثير من الناس وقليل من الافكار فنحن لما ننقل افكارنا او نستعيرها او يسرقها بعضنا من بعض نفكر جميعا في الشيء نفسه تقريبا اما ان داس احدهم على قدمي فانا وحدي من يشعر بالالم فاساس الانا ليس الفكر بل المعاناة بوصفها اكثر المشاعر بدائية ففي حالة المعاناة حتى القط لا يمكن أن يشك في أناه المتفردة وغير القابلة للتبادل ولما يحتد الالم يتلاشي العالم ويبقى كل منا وحيدا مع نفسه . الالم هو اكبر مدرسة للانانية.

كلما زادت شعبية حقوق الانسان فقد مضمونه الملموس ليصير في نهاية المطاف موقفا عاما للجميع تجاه الجميع ، أي نوعاً من الطاقة التي حولت كل الرغبات الى حقوق .تحول العالم الى حق من حقوق الانسان واستحال كل شيء الى حق : تحولت الرغبة في الحب الى حق في الحب والرغبة في الراحة الى حق في الراحة ، الرغبة في الصداقة الى حق في الصداقة .

ماهو شرط التراجيديا الابدي؟ هو وجود مثل يشاع ان قيمتها تعلو على قيمة الحياة الانسانية وماهو شرط الحروب؟ انه الشيء نفسه . يجبرونك على الموت لانه يوجد فيما يبدو شيء أثمن من حياتك . فالحرب لا يمكن ان توجد الا في عالم التراجيديا . والانسان لم يعرف منذ بداية تاريخه غير العالم التراجيدي وهو عاجز عن الخروج منه.

ان صارت الحياة بأكملها لعبة أطفال فسينتهي الامر بالعالم الى الهلاك تحت الابتسامات والزقزقات

يكون الوجه جميلا لما يعكس حضور فكرة بينما لحظة الضحك هي اللحظة التي يغيب فيها التفكير . لكن هل هذا صحيح ؟ لا يضحك الانسان في اللحظة التي يمسك فيها بالمظهر المضحك . الضحك ياتي بعد ذلك فورا كاستجابة جسدية كتشنج يغيب فيه الفكر تماما ، الضحك تشنج يصيب الوجه ، والانسان لا يتحكم في نفسه أثناء التشنج ، بل يصير هو نفسه محكوما بشيء غير الارادة والفكر . هذا هو السبب الذي جعل النحات الاغريقي لا يحاكي الضحك. لا يمكن ان يعد الانسان الذي لا يتحكم في نفسه (الانسان الخارج عن العقل والارادة ) جميلا.

الحب عاطفة عظيمة جدا جدا جدا . أما الحب الزائف فعاطفة صغيرة الحب الحقيقي شعور عظيم للغاية لكن من زاوية المطلق ، أليس كل حب صغيراً ؟ بالتاكيد . ولهذا يميل الحب لكي يثبت بانه حقيقي ، الى الافلات مما هو عقلي.
عمرو ربيع حسين

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!