ثقافة
أخر الأخبار

خاطره بعنوان حديث واحداث

خاطرة

حديث وأحداث
بقلم / سكينة حسن الشريف

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أطفالُ المؤمنينَ في جبلٍ في الجنةِ، يكفلُهم إبراهيمُ وسارَّةُ، حتى يردَّهم إلى آبائِهم يومَ القيامةِ” رواه : أبو هريرة
وصدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
يربط رسول الله على قلوبنا ويطمئن الأفئدة على أولادنا الذين فقدناهم، أنهم في مأمن وفي كنف الله ورعايته وكفالة أبانا إبراهيم عليه السلام وأمنا وحبيبتنا سارة، فما هذا الوعد وهذا المأمن، وما لهذا الدلال والجمال،

ندعوا الله أن يمن علي كل أب وأم فقدوا وليدهم بالصبر والإحتساب، حتي ينالوا شرف لقاء سيدنا ونبينا إبراهيم وأمنا سارة وهم يتسلموا قرة أعينهم منعم في الجنان.

وسأروي لكم قصة واقعية تضرب لنا مثالا حيا في الصبر، وقوة الإيمان، والرضى
كانت لي أخت إسمها (آمنة) جمعني الله بها واياكم بصحبة الحبيب.
كان لأختي ستة من الأبناء ماتوا جميعا على التوالي ، وقبل موت طفلها كانت ترى رؤيا أن قد مات طفلها فتتأكد انها ستفقده لا محالة، وفي كل مرة، وكنت في عمر صغير وقتها أراها صابرة محتسبة كنا نبكي من شدة صبرها وجلدها، كانت تقوم بتغسيل وتكفين طفلها بنفسها وتصلي عليه قبل الصلاة عليه في المسجد
ولم تزرف الدمع إلا عند وداعه الأخير بقولها أستودعك الله يا فلان كن شفيعي عند ربك وانتظرني في الجنة.

ويشهد الله تعالى كانت ترفض العزاء، وتقول قدموا لي التهنئة فلي مقام عند ربي.
حتى جاء دور آخر طفل يسمى (إسلام) كبر وتعلقت به تعلق الروح بالجسد، وجميعنا تعلقنا به، حتى رأت رؤياها، وكانت صادقة الرؤيا، فقالت لله باكية، لا يا ربي أرجوك اترك لي ابني هذه المرة فلو أخذته مني سأحزن.
ومرض ومات إسلام خلال أسبوع فقط من رؤياها، توقعنا انها لن تصبر هذه المرة ،
فسبحان الله وسبحان من رزقها ومَنَّ عليها بهذ النعمة الكبرى محبة فيها،
كعادتها لم تتغير غسلته وكفنته وصلت عليه وودعته وطلبت منه أن يكون شفيعا لها وان ينتظرها في الجنة،

وماتت أختي على أثر حادث، وهى لا زالت في ريعان شبابها لتلحق بأبنائها لتتسلم أولادها من يد سيدنا إبراهيم منعمين جميعا بإذن الله تعالى

قصة وكأنها من الخيال لكني عشتها بكل جوارحي وعلمتني كيف يكون الرضا والاحتساب، وان لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار.

كم دعى ملايين البشر للطفل ريان المغربي أن ينجيه الله ويواصل في الحياة ويصبح بخير حال، فاستجاب الله لنا الدعاء وكانت نجاته في موته،
اراد الله له الخير الذى لا ندركه، وهو أن يتربى على يد ابو الأنبياء وأمنا سارة،
رثائي حين كان لريان لم يكن لموته بقدر ما كان رثاء للتباطؤ في اتخاذ قرار انقاذه، رثاء لحال الأمة التي تشرذمت وهشمت رحى التفرقة عظامها،
ذهب ريان وترك لنا أعظم رسالة وكأنه خلق لأجلها ورحل،
جمع الأمة العربية على قلب رجل واحد هجرنا النوم كنا نبتهل ليل نهار نتابع مع حبس الأنفاس، ذكرنا أننا أمة واحدة ودم واحد فرقتنا الحدود التي وضعت عمدا،
ذهب ريان وأراح قلوبنا عليه عند رب كريم يعز ولا يزل. وتركنا قلوبنا تنزف دما على كل أطفال المسلمين المقهورين الضعفاء المشتتون في الأرض . والمشردون في الأزقة والطرقات في هذا الصقيع. ومنهم من يموت تحت هدم الصواريخ ومنهم من يتجمد في المخيمات ومنهم من يختطف ويباع.

وذاك فواز الذي قتلني صراخه شلت يدي جلاديه وأكل لحومهم عفن الأرض
اللهم آمين.. ثم عاد لنا جسدا دون روح منهكا هزيلا ضاع منه الأمان،

جمعنا ريان، وسرعان ماتفرقنا وعدنا لشتاتنا
نحن أمة لا تتستفيد من عثراتها، وجمعها، وشتاتها، سريعي النسيان لقد استرحنا لهذا الوضع المذري.

اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا اللهم عزك ونصرك وكرمك وعطفك فنحن عبادك الضعفاء إليك.
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم أعز الإسلام والمسلمين
اللهم آمين

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!