سارة جمال محمد تكتب: “قصة بنت حواء وآدم “.. قصص حقيقية.. إمرأة خُلقت؛ للصبر، للتحمل، للمعافرة، فراشة مقيدة في الحياة.
إمرأة متزوجة في عامها الخامس والعشرين، ذهبت للطبيب نظرًا لتأخر الإنجاب، أجرت الكشف، وأخذت بعض الأدوية
سارة جمال محمد
لكن للأسف لم ترزق بالأطفال
وأردف الطبيب قائلاً: للأسف لا يمكن أن تنجبي
صدمة، إنهيار، حدثت نفسها… لماذا!؟!
صوت تكسير قلبها هي وزوجها أسمعهم الآن.
كثير من المحاولات بائت بالفشل.
بعد مرارة الأدوية، ومرارة العمليات لم أنجب
أليس من حقي بأن يكون لي طفل يُسّمع أُذني كلمة” ماما” ويشعرني بألامومة
أليس ذلك حقي.
لكن الشيء المحزن إنها فقدت أعز ما لديها” والدها” أيضًا
كفى!
ألا يكفي مرارة عدم الإنجاب؟!
أفقد أيضًا عزيز عيني.
تمر الأيام والأسود لا يفارقها،
ذبلت ملامحها، وأصبحت بلا روح.
لكن حماتها شجعتها على خلع تلك الملابس
وقالت لها:” يا ابنتي فلترضي بقضاء الله وعيشي أيامك مع زوجك”
أردفت لنفسها: معها حق
ليس للحُزن دوام ولا للدُنيا دوام.
زوجها قال لها بعض الكلمات ألا وهي” قال الله تعالى: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ* أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ.
فاطمئن قلبها، وحمدت الله على ذلك الزوج الذي يعوضها كل يوم عن مرارة الأيام.
استمرت حياتها مع عائلة زوجها
قامت بتربية ابنة حموها بعد أن توفت زوجته
وبعد مرور الأيام
عندما زارت بيت الله الحرام
أنجبت زوجة الحمو توأم وأصبحوا ثلاث بنات أدخلوا البهجة والسعادة لقلوبهم.
عاشوا سويًا، مع الثلاث فراشات
وأصبحت الفراشات تزور بيتهم كل يوم
وعندما حاولت مرة أخرى الذهاب إلى الطبيب
أردف الطبيب بحدة: فلتموتوا أحسن!
لايمكن الخلفة لكم ……
تكسير قلوب، أسمعها كل ثانية بهذه القصة.
عاهدت هي وزجها بألا يفارقوا بعض أبدًا، وأن يتم زيارة بيت الله الحرام كل سنة.
وعندما أنجب أخاها، وبنت خالتها، ربت أولادهم وكأنهم فلذة من كبدها
وأصبحت جميع من قامت بتربيتهم من” الثلاث فراشات، أولاد أخيها، وبنت خالتها، وجيرانها وكل من حولها
يقول لها “يا أمي”!
حرمها الله من إنجاب طفل من رحمها
أصبح جميع من حولها يذوقوا أذنها” بأمي”
تحمدالله الآن على حُب زوجها الذي لم يكسر قلبها يومًا، ويحبها حبًا جما
وعلى تلك الأطفال التي لم تنجبها.
إمرأة معافرة، تذوقت صبر ذكريَّا …
تألمت لكن عوض الله قريب
مازال هناك أمل كما قال زكريَّا..
ربْ هب لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39).
فيا الله
حسن الخاتمة لي ومن يدعوا لي عند مماتي
وأنا وزوجي في جنة الخُلد.
ينتابني شعور الأمل
بأنني سأجبر مثلما جُبر زكريَّا.
أقرأ أيضاً
سارة هاني العربي بكتاب مارواه الوهم في معرض الكتاب الدولي 2023